[12:33مكة المكرمة ] [09/01/2010]
هل يستطيع منتخب مصر تكرار إنجازه في آخر بطولتين؟
- طولان: الأجواء دائمًا ملبدة بالغيوم أمامنا قبل كل بطولة
- محسن صالح: المنتخب قادر على تحقيق اللقب الإفريقي
- طه إسماعيل: الفرق المنافسة والتحكيم يحددان هوية البطل
- محمود بكر: رايحين بطولة أنجولا ونحن على فيض الكريم
تحقيق- عبد الله إمبابي:
ساعات قليلة وتنطلق بطولة الأمم الإفريقية، ثاني أكبر البطولات القارية في كرة القدم؛ وهي البطولة التي تحتضنها أنجولا، وتضم 5 فرق إفريقية سوف تلعب في كأس العالم القادم بجنوب إفريقيا، إضافة إلى بطل القارة لدورتين متتاليتين وهو المنتخب المصري الذي بات الفوز ببطولة الأمم الإفريقية هو طوق النجاة لجهازه الفني ولاعبيه بل ولاتحاد الكرة؛ لتعويض فضيحة الخروج من تصفيات كأس العالم لحساب المنتخب الجزائري، رغم أن مصر كانت المرشحة الأولى للوصول إلى جنوب إفريقيا.
خبراء الكرة المصرية أجمعوا على أن الأجواء التي يعيشها منتخب مصر قبيل انطلاق البطولة يوم الأحد المقبل هي ذات الأجواء التي عاشها الفريق في البطولات الثلاث التي فاز بها المنتخب أعوام 1998 و2006 و2008م؛ حيث سادت حالة من عدم التفاؤل في البطولات الثلاث بما فيها البطولة التي أُقيمت على أرض مصر في 2006م؛ نظرًا لتدني مستوى المنتخب المصري قبل انطلاق كل بطولة، وهذه المرة فإن المنتخب يعاني من كثرة الغيابات لعدد من نجومه؛ وعلى رأسهم اللاعب الخلوق محمد أبو تريكة والمهاجم عمرو زكي، فضلاً عن الحالة النفسية السيئة التي انتابت الجهاز الفني واللاعبين عقب الإخفاق في التأهل لكأس العالم بجنوب إفريقيا على يد المنتخب الجزائري الشقيق.
ومن المقرر أن تلعب مصر في المجموعة الثالثة مع المنتخب النيجيري في 12 يناير، ثم موزمبيق 16 وأخيرًا بنين 20 يناير.
وخاض المنتخب فترة إعداد على ثلاث مراحل، تخللتها مباراتان الأولى مع مالاوي في القاهرة، وانتهت بالتعادل السلبي، والثانية مع المنتخب المالي بهدف دون مقابل في اللقاء التجريبي الذي أُقيم على ملعب أهلي دبي بالإمارات قبل توجه المنتخبين إلى أنجولا للمشاركة في أمم إفريقيا، والسؤال الوحيد الذي يطرح نفسه؛ هل مستوى المنتخب المصري يؤهله للاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه؟
ظروف استثنائية
الصورة غير متاحة
حلمي طولان
في البداية، يقول الكابتن حلمي طولان: إن الأجواء دائمًا ما تكون ملبدة بالغيوم مع المنتخب المصري قبل انطلاق كل بطولة، خاصة فيما يتعلق بالهجوم الإعلامي الكبير على الجهاز الفني واختيارات اللاعبين الذين سيمثلون المنتخب، وطالب طولان كل من ينتقد المنتخب بأن يضع نفسه محل تحمل المسئولية.
ولفت إلى أن كل هذه الأزمات تخلق نوعًا من التحدي مثلما حدث مع أغلب مدربي المنتخب؛ وعلى رأسهم الكابتن محمود الجوهري في بطولة إفريقيا عام 98، والتي أُقيمت في بوركينا فاسو، مشيرًا إلى وجود حالة غريبة عندنا في مصر؛ وهي أننا لا نحب أي نجاح ولا نتمنى تحقيقه لأي أحد، وأشار إلى أن سهام النقد في الإعلام الرياضي دائمًا ما توجه للمدربين الناجحين فقط، وتساءل طولان: هل من الضروري أن يحصل كل مدرب على كل بطولة ينافس فيها؟!.
مطالبًا بأن يكون هناك عقلانية في وجهة النظر التي نطرحها، وقال إنه لا يطالب المنتخب بأن يحصل على لقب البطولة للمرة الثالثة على التوالي؛ لأنها لم تحدث في التاريخ، فضلاً عن الظروف الاستثنائية التي يمر بها المنتخب المصري من غيابات لبعض اللاعبين الذين يمثلون العمود الفقري لمنتخب مصر مثل محمد بركات وأبو تريكة وعمرو زكي.
أضاف أن منتخب مصر يعتبر فنيًّا فريق هواة أو محترفين داخليًّا ماعدا محمد زيدان المحترف في الدوري الألماني وعبد الظاهر السقا المحترف في الدوري التركي، مؤكدًا أن الاحتراف في البلاد العربية لا يعد احترافًا؛ لأنها دول قريبة من مستوى اللعب المصري مثل الإمارات والسعودية، يأتي هذا في الوقت الذي تضم فرق بعض المنتخبات التي تشارك في البطولة نحو 22 لاعبًا محترفًا، وألمح إلى أن كل هذه الظروف مر بها المنتخب في أكثر من بطولة لأمم إفريقيا، واستطاع الحصول على اللقب 6 مرات منها البطولتان الأخريان، وطالب اللاعبين بالأداء اللائق بمنتخب مصر بعيدًا عن النتائج، قائلاً: إذا أردت أن تُطاع فأمر بما يُستطاع.
رب ضارة نافعة
الصورة غير متاحة
محسن صالح
وعلى نفس الوتيرة تحدَّث الكابتن محسن صالح المدير الفني السابق لمنتخب مصر؛ حيث أكد أن المنتخب المصري قادر على الاحتفاظ بالبطولة؛ لأنه في كل مرة كان يواجه صعوبات ويستطيع تخطيها، إلا أن هذه المرة يتميز فيها المنتخب بأنه أصبح لديه خبرة اكتسبها من البطولات السابقة، رغم كل الغيابات التي يعاني منها، كما أشار إلى أن الإخفاق في التأهل لكأس العالم قد يكسب اللاعبين إرادة وصمودًا على التمسك باللقب، وعلَّق بقوله: "رب ضارة نافعة"، مشيرًا إلى أن مصر أكثر فريق قادر على تحقيق الفوز، والوصول في البطولة إلى أبعد نقطة ممكنة.
وأوضح محسن صالح أن الظروف التي يمر بها منتخب مصر هذه المرة مختلفة؛ حيث جاءت بعد التفريط في إنجاز كبير وغير مسبوق كان في متناول أيدينا؛ وهو الصعود لمونديال جنوب إفريقيا؛ ما ألقى على الجميع سواء مدربين أو لاعبين بانعكاسات نفسية؛ لكن التداوي من هذه الحالة يكون أسهل من معالجة أمور بدنية أو فنية، على حد قوله.
وطالب بضرورة المساندة الجماهيرية والإعلامية؛ لكي ينجح اللاعبون في العودة إلى حالة الاتزان النفسي، وإظهار العزيمة والإصرار على تحقيق الفوز لتعويض الجماهير عن الإخفاق الذي تسببوا فيه، وألمح إلى أنه كمدير فني سابق؛ فإن لاعبي منتخب مصر يجيدون اللعب تحت ضغط، مشيرًا إلى أنها سمة من سمات المواطن المصري؛ سواء الرياضي أو غير الرياضي، موضحًا أن المصريين في مواقف وأزمات وأحداث كثيرة يتحركون في اللحظة الأخيرة، مضيفًا أن المدهش في الموضوع أنه رغم ضيق الوقت ننجح في تحقيق الإنجاز بما يشبه المعجزة، مطالبًا حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر أن يبعد الفريق عن كل ما يُنشر في وسائل الإعلام، والاقتناع والثبات على القرارات التي اتخذها سواء بالنسبة لاختياراته للاعبين أو فترة الإعداد؛ لأنه لا مجال للتفكير وتقييم القرارات الآن، كما يجب عليه أن يثق بأنه قادر على تكرار الإنجاز؛ لأنه بعد الإخفاق في الوصول إلى المونديال، فهو مطالب بالتركيز في الأمور الفنية والتشكيل في كل مباراة، بغض النظر عن أي انتماءات أو ضغط إعلامي.
أسوأ فريق
الصورة غير متاحة
طه إسماعيل
ورغم أن الكابتن طه إسماعيل الناقد الرياضي ونجم منتخب مصر والنادي الأهلي السابق، اختلف مع الطرح السابق، إلا أنه أكد ما أُثير بشأن الظروف الصعبة التي يمر بها منتخب مصر قبل انطلاق البطولة، موضحًا أن هناك أطرافًا كثيرة تتحكم في وصول المنتخب إلى الأدوار النهائية في أنجولا مثل مدى جاهزية الفرق الأخرى؛ لأننا لا نلعب بمفردنا، وقال إسماعيل: مشكلتنا أننا أسوأ فريق في أي تصفيات، فلا نكسب خارج الأرض إلا نادرًا، وضرب مثلاً بالبطولة السابقة عام 2008م؛ حيث لم تفز مصر بأية مباراة في الخارج أثناء التصفيات، وتعادلت مع موريتانيا وبتسوانا على أرضيهما، وأوضح أن البطولة مجمعة بمعنى أن الظروف متشابهة لكل الفرق ماعدا المنتخب الذي تستضيف بلاده البطولة صاحب الأرض والجمهور.
وحول توقعاته لمنتخب مصر في الاحتفاظ باللقب الإفريقي، قال إن البطل يتحدد أثناء البطولة وليس قبلها، وأن هناك عوامل كثيرة جدًّا تتحكم في هذا التوقع منها التوفيق فلا يُصاب لاعبون أساسيون في الفريق، كما لا يُطرد لاعب مؤثر، فضلاً عن التحكيم، ودرجة الاستفادة من نتائج الفرق الأخرى، وضرب مثالاً ببطولة بوركينا فاسو عام 1998م؛ حيث لم يُطرد أو يُصاب أي لاعب مصري، كما أن التحكيم كان عادلاً جدًّا مع المنتخب، فضلاً عن أننا استفدنا من نتائج الفرق الأخرى؛ خاصة عندما فازت بوركينا فاسو على تونس لنلاقي الفريق البوركيني في دور قبل النهائي، ثم نفوز ونصعد إلى الدور النهائي بعدما أطاحت جنوب إفريقيا بمنتخب المغرب، الفريق الوحيد الذي هزم مصر في الدور الأول خلال البطولة.
وتساءل طه إسماعيل: هل هذه العناصر متمثلة الآن في منتخب مصر، موضحًا أن عام 98 كان هناك لاعبون موفقون وعلى رأسهم حسام حسن، وفي 2008م كان هناك حسني عبد ربه وأبو تريكة وعمرو زكي، وكل واحد منهم أحرز 4 أهداف، وفي المقابل يغيب اثنان منهم (زكي وأبو تريكة) من تشكيلة منتخب مصر في أنجولا.
الصورة غير متاحة
محمود بكر
وانتقد إسماعيل فترة الإعداد التي خاضها المنتخب المصري قبل السفر لأنجولا؛ حيث قال: إننا لم نستفد منها جيدًا، وانتقد عمل معسكر مفتوح به 30 لاعبًا ليتم استبعاد 7 لاعبين؛ ما شكل مصدر إزعاج سببته وسائل الإعلام للجهاز الفني في وقت هو أحوج فيه للتركيز أكثر من أي شيء آخر، إلا أنه أشاد بتجربة خوض مباراة ودية مع منتخب مالي، وقال إن منتخب مصر بدأ في استعادة توازنه خلال هذه المباراة.
ويضيف الكابتن محمود بكر المعلق الرياضي أن منتخب مصر في المرات الثلاث الأخيرة التي حصل فيها على اللقب كانت الظروف متشابهة, وعلَّق بقوله: "كنا رايحين على باب الله.. إحنا مش البرازيل علشان نقول إحنا رايحين نأخذ البطولة"، وأضاف أن هذه المرة أيضًا تتشابه خاصة مع البطولة الأخيرة؛ حيث واجهت مصر في أول لقاء لها منتخب الكاميرون، وهذه المرة ستلاقي فريقًا كبيرًا بحجم نيجيريا، مشير إلى أن البطولة الحالية تختلف في أن مصر هي بطل إفريقيا، وبالتالي فإن كل الفرق ستتحفز للفوز علينا، مؤكدًا أن البدايات ومعنويات اللاعبين دائمًا ما تكون نقطة التحول.
وانتقد بكر قصر مدة فترة الإعداد، وحذَّر من عدم تحقيق الانسجام والضعف الذي يعانيه العمق الدفاعي في صفوف منتخب مصر.
تنبيه : لو عجبك أى موضوع ولقيت إنه مفيد لأصحابك اعمل شير على الفيس بوك أو تويتر واعلم بأن كاتم العلم يلعنه الله ويلعنه اللاعنون